) معناة اب بقلم ابنته( قصة حقيقية لا تفوتكم)
--------------------------------------------------------------------------------
انا سيدة متزوجة ولدي ثلاثة اطفال, نشأت بين اب طيب مسالم.. وام شرسة معتزة ببياض بشرتها وجمالها وسطوة اهلها في بيت لا يعرف الاستقرار الا قليلا, وتفتحت عيوننا وآذاننا على امنا القوية وهي تشتبابك مع ابي في كل مناسبة وتعيره بسمرة بشرته, وتنعى زوجها الذي دفن جمالها مع هذا الرجل الاسمر, وهو يتحمل ويصبر ويغضب في بعض الاحيان ويهجرها لفترة من الوقت ثم يتدخل الوسطاء بينهم فيعود, ويقول لنا انه لم يرجع الا من اجلنا لنه يخشى علينا من الضياع اذا تركنا لرعاية امنا وحدها.
الى ان بدات انا تشركنا في مصادماتها مع ابينا وتأمرنا في غمر الشجار بأن نسبه بأسوا السباب والا فالويل لنا ان لم نفعل ذلك فكنا نتمثل لاوامرها خوفا من بطشها بنا وتنطق السنتنا بابشع الالفاظ ضد ابينا وما نتوقف اما نظرة الحسرة والالم في وجهه ولا نبادر بالاعتذار بعد ذلك, وانما نشارك أمنا في خصامه فترات طويلة ولا نكاد نجيب له طلب, وهي تشجعنا على ذلك, وتشجع شقيقنا الوحيد الذي يسرق من نقود ابي من حين الى اخر ويعطيها ما يسرقه على ان يستمر في ذلك وعلى عصيانه لابيه, وتحميه من العقاب, وتحمينا كذلك من العقاب مع ان ابي لم يكن يعاقب احد منا. وبلغ ابي قمة الشعور بالالم عندما قرا ذات يوم اسم شقيقتي على كراسه لها فاذا بها تنسب نفسها الى خالها ذي المنصب المرموق...فتوقف أمام الاسم المنتحل متألما وسألها متحسرا: الى هذا الحد تنكرين اباك وتتمسحين باسم خالك؟ ثم غادرها دامعا ومتألما.
ومضت الحياة بنا بالرغم من كل شي وارتبطت شقيقتي بزميل لها بالجامعة لم يرض ابي عنه في حين خالفته امي كالعادة وشجعتها على الارتباط به وطلبتها بالا تأبه لموقف ابيها لانها سوف تزوجها منه رغما عنه بمساعدة اهل امي. وتمادت امي في تشجيعها على ذلك وحددت لهذا الشاب موعد لزيارتنا ليطلب يدها من ابي بالرغم من اعلانه لها رفضه اياه, وقبل ان يحل هذا الموعد بايام قليلة اصيب ابي بشلل كمدا وحزنا وحسرة على حياته الضائعة بين جفاء زوجته وجحود ابنائه وتمت الخطبة وهو مريض حسير, وبعد فترة معاناة طويلة مع المرض رحل ابي عن الحياة, ومضينا نحن في طريقنا فتزوجت البنات وحدة بعد الاخرى وانفردت امي بنفسها وجبروتها في بيت ابي, وعام بعد عام راحت تتوالى على الاخوة الذين جحدوا اباهم واساءوا اليه في حياته, المتاعب والمعناة...فتعثرت حياة اختي الكبرى التي نسبة نفسها في يوم من الايام الى خالي,. وبعد سنوات من استقرار حياتها الزوجية مع رجل محترم اذا به يتهم في جريمة اخلاقية ويتورط في فضيحة مدوية سوف تدفع ابناءه للخجل من الانتساب لابيهم كما خجلت امهم ذات يوم من الانتساب الى ابيها ناهيك عن جحيم التاعب القضائية, وتكاليفها وضيق ذات اليد بعدها.
وتزوجت الاخت الثانية من الشاب الذي تحدت به ابي واحضرته الى البيت رغما عنه وهو مريض, وسافرت معه الى احدى الدول العربية فذاقت معه كل انواع الشقاء ولم تهنأ بحياتها الزوجية معه يوم واحد ومات وهو في سن مبكرة وتركها بلا عائل ولا معاش, فلم تجد في النهاية سولى معاش ابيها وتقدمت بطلب لاعادة صرفه لها كأرملة لا مورد لها.. وهي الآن تعتمد في معيشتها على معاش الاب الذي تحدته وقهرته وعجلت بموته.
اما البن الوحيد الذي كان يسرق ابي, فلقد حرمه الله سبحنانه وتعالى من الاستقرار في أي عمل ومن النجاح في أي مشروع يقيمه, ناهيك عن تعاسته الزوجية التي صارت مضرب الامثال مع زوجة من اسرة امي ولولا خوفه على اطفاله لطلقها واستراح من زمن طويل.
ويأتي الدور للحديث عني وقد شاركت للاسف في التستر على امي في أذيتها لابي وساعدتها احيانا في ذلك فأقول انني سعيدة في حياتي الزوجية الآن وأطفالي بخير...لكني خائفة حتى من المرض ومما يحمله لي المستقبل واشعر بالذنب لما فعلت مع ابي واترقب عقاب السما لي عنه وان واجفة القلب.. وتمضي علي احيانا بضع ليال لا اذوق النوم فيها طعم الراحة.
وأرى في نومي كثيرا ابي جالس تحت شجرة جرداء, لا ورق تحميه من لهيب الشمس..مرتديا جلباب متسخ للغاية وكلما هممت بالاقتراب منه نهض من مجلسه وادارظهره وابتعد عني وهو يعرج في مشيته بطريقة غريبة وانهض من نومي منقبضة الصدر وافسر رموز هذا الحلم بأنا الشجرة الجرداء التي كان يحتمي بظلها فلا تظله بأي ظل لانها بلا اوراق...هي نحن ابناء هذا الاب الطيب الصابر الذي لم نظله في حياتنا بحبنا واحترامنا لله وتعاطفنا معه.. وان الجلباب المتسخ الذي يرتديه رغما عنه هو امنا المفترية عليه والجاحدة لفضله.. ولا عجب في ذلك فلقد طردتنا في النهاية من بيت ابينا وحرمتنا من آخر ميراثه الذي استولى عليه اهلها ذوو السطوة والشراسة.
وكلما نظرت الي زوجي الذي يحسن معاملتي ومعاملت اطفالي.. استسلم للخواطر السوداء واتساءل: من أي اتجاه يارب سوف يجيى قصاصك العادل مني لجحودي لابي ومشاركتي لامي في ايذائه؟؟؟؟
وتنهمر دموعي طويلا وابتهل الى الله ان يغفر لي ما تقدم من ذنبي ومأتخر.
انتها كلامها وللكم الحكم
وفي الختام السلام
منقووووووووووله